في ظل تعدد التعاضديات التي تقدم خدمات الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية بالمغرب، يثار تساؤل واسع بين الموظفين والمرتفقين حول الفرق بين كل من التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية (MGPAP)، والتعاضدية العامة للتربية الوطنية (MGEN)، وتعاضدية موظفي الأمن الوطني (OMfam)، خاصة من حيث الفئات المنخرطة وطبيعة الخدمات الطبية والإدارية المقدمة.
وتُعد MGPAP أقدم وأوسع هذه التعاضديات من حيث عدد المنخرطين، إذ تشمل موظفي الإدارات العمومية ومستخدمي الجماعات الترابية وبعض المؤسسات العمومية. وهي تضطلع بدور أساسي في تسيير الخدمات الصحية والاجتماعية لفائدة المنخرطين، سواء عبر تعويضات المرض، أو عبر المراكز الصحية والتجهيزات الطبية المنتشرة بعدد من المدن.
أما MGEN، فتعتبر تعاضدية قطاع التعليم، وتُعنى حصريًا بأطر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، حيث توفر تغطية صحية وتعويضات اجتماعية موجهة للأساتذة والإداريين وعائلاتهم. وتتميز هذه التعاضدية بخدمات رقمية متطورة وتعاونيات تكميلية، إضافة إلى تركيزها على الجانب الوقائي والتربوي في الصحة.
من جهتها، تمثل OMfam (تعاضدية موظفي الأمن الوطني) مؤسسة حديثة نسبيًا، أُحدثت لتقديم خدمات مخصصة لأسرة الأمن الوطني بمختلف رتبها، مراعية طبيعة مهامهم الخاصة. وتوفر هذه التعاضدية تعويضات وتغطيات تكميلية تراعي المخاطر المهنية، وتعمل على تبسيط المساطر وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لمنخرطيها.
ورغم اختلاف القطاعات المستفيدة من كل تعاضدية، فإنها جميعًا تشترك في الهدف الأساسي المتمثل في تحسين جودة الخدمات الصحية والاجتماعية للموظف المغربي، وتقليص نفقات العلاج، وتجويد مسار الولوج إلى الخدمات الطبية في إطار التكافل والتضامن.
في المقابل، تبقى الاختلافات الجوهرية بين هذه التعاضديات مرتبطة أساسًا بـ:
الفئة المهنية المستفيدة (الإدارات العمومية، التعليم، الأمن الوطني)
نظام التعويضات والتغطيات الإضافية
شبكة المراكز الصحية ووسائل الرقمنة المعتمدة
طرق الانخراط وتدبير الملفات الطبية
ويرى عدد من المراقبين أن توحيد المعايير وتحسين التنسيق بين مختلف التعاضديات من شأنه تعزيز العدالة في الاستفادة من خدمات الحماية الاجتماعية، بما يتماشى مع ورش تعميم التغطية الصحية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس.