في ظل التحولات الرقمية التي يعرفها المغرب، برزت مبادرات اجتماعية جديدة تسعى إلى مرافقة الموظف في حياته المهنية واليومية، من أبرزها نادي الموظف للأعمال الاجتماعية، الذي استطاع في وقت وجيز أن يفرض نفسه كمنصة وطنية رقمية تقدم خدمات متنوعة في مجالات الصحة، التعليم، السياحة، العقار والرياضة.
في هذا الحوار، يتحدث الأستاذ مصطفى كرامي، رئيس النادي، عن فكرة التأسيس، أهداف المشروع، أبرز التحديات، والآفاق المستقبلية.
🔹 كيف بدأت فكرة إنشاء نادي الموظف؟
انطلقت الفكرة، يقول الأستاذ كرامي، من مدينة طانطان خلال اجتماع غير رسمي جمع مجموعة من الأطر والموظفين من قطاعات مختلفة. “كان الهم المشترك هو غياب فضاء منظم يعنى بخدمة الموظف اجتماعياً ومهنياً، فقررنا تحويل هذه الفكرة إلى مشروع وطني يهدف إلى تجويد الخدمات الاجتماعية وتسهيل الولوج إليها عبر مقاربة رقمية حديثة”.
🔹 ما الأهداف الرئيسية التي يسعى النادي لتحقيقها؟
“نادي الموظف”، يوضح كرامي، “يعمل على تمكين المنخرطين من الاستفادة من خدمات تشمل الصحة، التعليم، السياحة، الرياضة، والعقار، إلى جانب مواكبة الجانب الاجتماعي والنفسي للموظف وأسرته”.
ويضيف أن الهدف هو “توحيد الجهود وتوفير عروض ذات جودة، تضمن للموظف المغربي مكانة تليق بتفانيه في خدمة المرفق العمومي”.
🔹 الرقمنة كانت محوراً أساسياً في المشروع.. كيف أسهمت في تطوير الخدمات؟
“الرقمنة فتحت أمامنا آفاقاً جديدة. عبر بوابتنا الإلكترونية www.nadilmouadaf.ma، أصبح بإمكان المنخرطين الانخراط وتتبع وضعيتهم الإدارية والمالية، ومعرفة كل المستجدات والعروض المتاحة، مما جعل التواصل أكثر سرعة وفعالية”.
🔹 ما هو الإطار القانوني الذي يؤطر عمل النادي؟
يوضح رئيس النادي أن نادي الموظف “جمعية وطنية قانونية تعمل وفق القوانين المغربية المنظمة للعمل الجمعوي”، وتتوفر على مكتب مركزي ولجان جهوية وإقليمية تضمن التنسيق الوطني.
كما أكد أن النادي “يتعامل باحترام تام لمقتضيات حماية المعطيات الشخصية، وهو معتمد رسمياً من اللجنة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي”.
🔹 وماذا عن الشراكات التي تم توقيعها إلى حدود اليوم؟
“وقعنا عدة اتفاقيات في مجالات الصحة والتعليم والسياحة والخدمات والعقار، شملت مصحات ومختبرات ومؤسسات تعليمية وشركات سفر، إلى جانب تعاون مع فاعلين في المجال الرياضي”.
ويضيف: “نسعى باستمرار لتوسيع شبكة الشراكات لتشمل مختلف جهات المملكة”.
🔹 ما أبرز التحديات التي واجهتكم في البداية؟
“من الطبيعي أن تواجه أي مبادرة مجتمعية عراقيل في البداية، سواء على مستوى التنظيم أو التمويل. لكن بفضل الإيمان بالفكرة والعمل الجماعي، تجاوزنا هذه التحديات واستطعنا أن نبني تصورا مؤسسياً واضحاً ومستداماً”.
🔹 ما هي المشاريع المستقبلية التي تحضرون لها؟
“نحن بصدد تطوير تطبيق إلكتروني متكامل سيمكن المنخرط من إدارة كل معاملاته الاجتماعية من هاتفه، سواء تعلق الأمر بالانخراط أو تتبع الخدمات أو الاطلاع على العروض. كما سنواصل فتح مكاتب جديدة على المستوى الجهوي، بهدف تعميم خدمات النادي وطنياً”.
🔹 كلمة أخيرة توجهونها للموظفين؟
“أدعو كل الموظفين إلى الانخراط في هذا المشروع الوطني، لأنه ليس ملكاً لإدارة أو جهة معينة، بل هو ثمرة تعاون وتضامن. هدفنا أن نجعل من نادي الموظف فضاءً يجسد قيم الخدمة العمومية والعدالة الاجتماعية”.